أبوظبي في 8 أكتوبر / وام / تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أعلن مركز الشباب العربي في أبوظبي اليوم إطلاق النسخة الثالثة من "برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة".
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها عالمنا العربي، أصبح من المهم إعداد جيل من الشباب العربي القادر على التفاعل مع الأزمات الإنسانية بحس قيادي ودبلوماسي، وهذا ما أدركته وعملت عليه دولة الإمارات منذ وقت طويل، حيث سخَّرت جميع الإمكانيات والجهود للاستثمار في طاقات الشباب وبناء قدراتهم وتمكينهم من أدوات الدبلوماسية الحديثة ومهارات القيادة الإنسانية، مما يجعل الشباب قادراً على المشاركة بفاعلية في المشهد العالمي، والمساهمة في حل القضايا العربية والدولية.
وأشار سموه إلى أن البرامج المتخصصة مثل برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة، يؤكد التزام دولة الإمارات بإعداد جيل من القادة الشباب القادرين على تمثيل بلدانهم بشكل فاعل في المحافل الدولية، وإيجاد فرص وحلول سلمية للنزاعات المختلفة، مما يقوي أواصر التعاون الدولي.
وتنطلق فعاليات برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة، بالشراكة مع أكاديمية أنور قرقاش وبالتعاون مع وزارة الخارجية، والمؤسسات الدبلوماسية الأخرى (هارفارد – معهد الأمم المتحدة للبحوث والتدريب UNITAR – المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف– منظمة ديبلو فاونديشن "Diplo Foundation")، ويضم البرنامج في نسخته الثالثة، نخبة من الدبلوماسيين العرب من فئة الشباب العاملين في مؤسسات دبلوماسية في 9 دول عربية هي دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية العراق، وجمهورية مصر العربية، المملكة المغربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وسلطنة عمان، ومملكة البحرين، والجمهورية التونسية.
وأكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مركز الشباب العربي، أن برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة، يركز في هذه النسخة على تمكين وتعزيز مهارات الشباب الأساسية في مجال الدبلوماسية الإنسانية والعمل الإنساني الدولي، لجعلها محوراً أساسياً للعلاقات الدولية، إذ يلعب الشباب دورا محوريا في قيادة مساعي السلام والاستقرار وتحقيق التفاهم بين الثقافات المختلفة، فالشباب اليوم هم سفراء المستقبل، وهم القادرون على ريادة العمل الإنساني في بلدانهم بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.
وقال معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي، إن الاستثمار في إعداد وتأهيل الشباب العربي في مجال الدبلوماسية الإنسانية هو استثمار في المستقبل، باعتبار الدبلوماسية الإنسانية قوة ناعمة لا يستهان بها، والشباب هم القوة الدافعة نحو إيجاد حلول سلمية وإنسانية للأزمات التي يشهدها عالمنا العربي، مؤكدا ثقته بأن الشباب العربي هم سفراء للتغيير الإيجابي، وبأنهم قادرون على التعامل مع القضايا الدولية المعقدة بمنظور إنساني، وذلك من خلال ما سيكتسبونه خلال البرنامج من مهارات الاتصال الفعال، وفنون التفاوض، بالإضافة إلى فهم أعمق للدبلوماسية الإنسانية وآليات التعاون الدولي.
وأضاف معاليه أن البرنامج سيعزز لدى الشباب المشارك مفهوم العمل الإنساني في العلاقات الدولية، وكيفية توظيف الدبلوماسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهذا بفضل الجهود المشتركة والتعاون مع جميع الجهات الساعية إلى تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات والخبرات وأفضل الممارسات التي تعزِّز من دورهم كقادة مستقبليين قادرين على بناء جسور التفاهم والتعاون بين المجتمعات.
وقال الدكتور محمد الظاهري، نائب المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، إن الأكاديمية تركز على النهج التعليمي الذي يمزج بين الخبرة العملية والمعرفة النظرية، لتساهم في تطوير جيل من الدبلوماسيين المبدعين، وصقل العقول الاستراتيجية القادرة على فهم وإدارة تعقيدات العلاقات الدولية، وإيجاد جيل من القادة الذين يمتلكون رؤية ثاقبة بهدف تعزيز مكانة دولة الإمارات على الساحة العالمية وصياغة مستقبل الدولة والدبلوماسية الدولية.
ويتضمَّن برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة في النسخة الثالثة سلسلة من الجلسات التدريبية، وورش العمل ولقاءات مع شخصيات وخبراء بارزين في مجال الدبلوماسية، عن أساسيات النظام الدبلوماسي الإنساني، ومفاهيم متقدمة في مفاوضات العمل الإنساني، والقانون الدولي الإنساني، وآليات صناعة القرار، وبناء التحالفات وإدارة العلاقات، ودبلوماسية التمويل المتقدمة، وحماية المجموعات المعرضة للخطر، وإدارة عملية الإنفاق المؤسسي المسؤول، والدبلوماسية الإنسانية المتقدمة.