شرم الشيخ في 13 يناير / وام / ترأس معالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وزير دولة، وفد الدولة المشارك في منتدى شباب العالم تحت عنوان " كورونا : إنذار للإنسانية وأمل جديد" الذي يعقد في مدينة شرم الشيخ تحت رعاية فخامة عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وبمشاركة معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي وبحضور رؤساء دول وحكومات وعدد من مسؤولي وقيادات المنظمات الإقليمية وشباب من مختلف أنحاء العالم.
وقال معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان إن انعقاد منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة في جمهورية مصر العربية الشقيقة يؤكد مدى الاهتمام التي تحظى به فئة الشباب من القيادة المصرية، التي تؤمن بإمكانياتهم وقدراتهم لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجه عالمنا، لافتا إلى أن المنتدى بات منصة حوارية بين مختلف شباب العالم للتعرف على تطلعاتهم، كما أنه فرصة جادة للشباب من مختلف الدول للتعبير عن آرائهم في جميع القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ومن ثم الخروج برؤى واضحة تسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
وأشاد بالعلاقات التي تجمع دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية، مشيرا إلى أنها علاقات أخوية تاريخية وطيدة ومتجذرة، وقائمة على أسس راسخة، ومسيرة حافلة بالعمل المشترك في العديد من المجالات، وذلك في إطار حرص قيادتي البلدين على تنميتها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة.
وأعرب معاليه عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر، لافتا إلى أن مصر أثبتت أنها نقطة تلاقي للحضارات من أجل الإنسانية، ومنارة للسلام والأمن وحاضنة لجميع الثقافات، وأن هذه النسخة من منتدى الشباب العالمي جاءت لتؤكد قدرة الدولة المصرية على تنظيم العديد من المؤتمرات الدولية في ظل جائحة كوفيد-19 التي تجتاح العالم.
من جهتها أكدت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي أن غالبية الشباب يتطلعون إلى المستقبل بروح الأمل، وأن الجائحة العالمية الراهنة برهنت مجدداً أن نجاح المجتمع الإنساني في صناعة المستقبل وتحقيق التنمية قائم قبل كل شيء على التضامن والتعاون والشراكة في مواجهة التحديات والأزمات وصناعة الفرص وفتح آفاق جديدة بأفكار وجهود الشباب وبتطوير نماذج عملية تفاعلية مرنة لتمكينه.
وقالت معاليها في جلسة افتتاح المنتدى: "اكتشفنا خلال فترة جائحة كوفيد-19 أن كل شيء قابل للتغيير وأن هناك احتمالات لا متناهية للطريقة التي قد نعمل بها، ونتعلم بها، والطريقة التي يسير بها اقتصاد عالمنا، وحتى الطريقة التي نهتم بها بصحتنا وبصحة كوكبنا وعافيته." ووجهت معاليها خطابها للشباب قائلة: "أنتم مفتاح الحلول للكثير من التحديات التي نواجهها اليوم على مستوى الوطن العربي والعالم، لأنكم تمتلكون أهم صفتين لتحويل ما نناقشه إلى واقع جديد، وهما الإبداع لإيجاد حلول ونماذج جديدة للعمل والتعليم والاقتصاد والبيئة وغيرها، والطاقة لتحويل هذه الأفكار إلى واقع." وأشادت معاليها بجهود جمهورية مصر العربية وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، راعي المنتدى، في المساهمة الفاعلة باستشراف تطلعات الشباب للمستقبل، مؤكدة أن لمصر مكانة خاصة في وجداننا، حيث أنها دائما في قلب الإماراتي منذ عهد مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" الذي انحفرت كلماته في عقولنا وقلوبنا بأن "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.".
واستعرضت أمام المشاركين في المنتدى النموذج الإماراتي في مجال تمكين الشباب، لافتةً إلى أن النموذج الذي اتبعته دولة الإمارات عمل على مأسسة برامج ومبادرات التمكين الشبابي ضمن مراحل متلاحقة تكمّل بعضها، بما في ذلك تأسيس مجلس الإمارات للشباب، ليكون الجهة الاستشارية لحكومة دولة الإمارات في الموضوعات التي تخص الشباب.
وأضافت : "أطلقنا أكثر من 30 مبادرة ومنصة تهدف إلى الاستماع إلى الشباب، وإشراكهم ومن ثم تمكينهم، وبعد أن أصبحت البيئة المؤسسية جاهزة، وضعنا استراتيجية واضحة للاستثمار في الشباب، وأخيراً قبل ثلاثة أشهر تقريباً أقر مجلس الوزراء أول مؤشر علمي لتمكين الشباب في العالم، يمكن قياسه بالأرقام وبالتالي إدارته." ودعت إلى الاطلاع على فرص تمكين الشباب بالاستفادة من مبادرة "نوابغ العرب" التي أطلقتها دولة الإمارات والتي توفر 100 مليون درهم إماراتي لدعم الشباب المتميزين. وقالت مبادرة نوابغ العرب التي أعلن عنها قبل أيام قليلة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" تخصص 100 مليون درهم للاستثمار في ألف شاب وشابة من النوابغ العربية في مختلف مجالات التميز والبحث العلمي.
وأكدت على أهمية التعاون المشترك لتحقيق أهداف المبادرة وقالت إننا نتطلع إلى أن نتحالف مع جميع الحكومات والمؤسسات للوصول إلى هؤلاء المبدعين ودعمهم والاستثمار في طاقاتهم. ونتمنى أن تخلق هذه المبادرة مساحات جديدة من الأمل." ولفتت إلى تكامل جهود كلٍ من الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في دعم العمل العالمي من أجل حماية المناخ ووضع حد للتغير المناخي الذي تهدد تبعاته الكوكب ومستقبل الأجيال القادمة، خاصة وأن الدولتين تستضيفان قمتي المناخ العالميتين "كوب 27" و"كوب 28" العامين الجاري والمقبل.
وقالت معاليها: " إن تخصيص يوماً كاملاً لملف التغير المناخي في المنتدى هو أمر بالغ الأهمية، ويسعدنا أن مصر ستستضيف قمة المناخ العالمية "كوب 27" هذا العام، وأن دولة الإمارات ستستضيف قمة المناخ العالمية "كوب 28" في العام القادم، لتتحد أولوياتنا على الأرض من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة،".. مؤكدةً أن هذا إنجاز مهم للمنطقة العربية، بالعمل سوياً مع بقية دول العالم كفريق في واحدة من أكثر القضايا الحساسة لمستقبل الشباب في العالم، لافتةً إلى أن الشباب في مواجهة التحديات البيئية لا يقبلون بالمعتاد، بل يقدمون احتمالات واقتراحات جديدة.
وقالت معاليها : "رسالتي اليوم لكل شاب يحضر هذا المؤتمر: تكلموا بصدق، تحدثوا إلى صناع القرار، وأخبروهم بأفكاركم، أطلعوهم على احتياجاتكم، واقترحوا الحلول للتحديات التي تواجهكم. قودوا أنتم الطريق." ويغطي منتدى شباب العالم بجلساته وورش عمله التفاعلية والمتنوعة ثلاثة محاور رئيسية هي السلام والتنمية والإبداع، ليشكل منطلقاً ومنصة لعرض أفكار شبابية واعدة في هذه المحاور.
وأقامت جمهورية مصر العربية منتدى شباب العالم لأول مرة في نوفمبر 2017، بمشاركة مواهب وطاقات وقيادات شبابية من مختلف أنحاء العالم، وبحضور العديد من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة، حيث يقدم الشباب الأفكار والاقتراحات المبتكرة ويتواصلون ويتبادلون الخبرات ويطرحون المبادرات ويقدمون التوصيات للمشاركة في صناعة القرار وتصميم السياسات التي ترسم مستقبلاً مشرقاً لهم.