أبوظبي في 4 أغسطس/ وام / نظم مركز الشباب العربي المنتدى الرقمي الأول لأعضاء النسخة الأولى من برنامج بوكادست الشباب العربي والذي يضم 100 شابة وشابة من المتميزين في مجالاتهم من 18 دولة عربية.
وتخلل اللقاء توقيع مذكرة تفاهم مع منصة "محتوايز" السعودية الرائدة في صناعة البودكاست والمحتوى الصوتي العربي، تؤسس لتتقديم خدمات التدريب والدعم لأعضاء البرنامج ليكونوا جزءاً من شراكات تضم 10 مؤسسات إقليمية ودولة متخصصة في صناعة البودكاست والتدوين الصوتي.
الإعلان عن مذكرة التفاهم جاء بالتزامن مع فعاليات "البرنامج التدريبي لبودكاست الشباب العربي" من خلال لقاء ترحيبي عبر تقنية التواصل عن بعد بمشاركة قرابة مائة شاب عربي وسط أجواء حوارية تتعلق بمستقبل صناعة البودكاست وأثره في نشر المعرف وإحداث التطور المجتمعي عربياً.
وقع مذكرة التفاهم سعادة سعيد النظري مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية لمركز الشباب العربي، وخالد القنيعة، المدير التنفيذي لـ"محتوايز"، وبموجب المذكرة تعد مذكرة التفاهم حصرية بين مركز الشباب العربي ومنصة "محتوايز" لتقديم خدمات التدريب والدعم للمشاركين في برنامج "بودكاست الشباب العربي".
وقال سعادة سعيد النظري " يضع مركز الشباب العربي على رأس أولوياته تمكين الشباب العربي وتزويده بأدوات التمكين والإشراك وبناء القدرات، وخاصة على الصعيد المعرفي، من خلال مجموعة من المهارات الاحترافية، في مقدمتها صناعة المحتوى بأشكاله كافة على مختلف المنصات الرقمية باستخدام التقنيات الحديثة".
وأكد خلال لقائه مع المشاركين في البرنامج أهمية تطوير المحتوى العربي وبناء جيل جديد من صنّاع المحتوى العرب لإيصال الصورة الحقيقة عن الشباب العربي إلى العالم، وتعزيزا لمساهمة الشباب في تطوير مجتمعاتهم من خلال الحلول الإبداعية المبتكرة، وهو ما يسعى مركز الشباب العربي لترسيخه من خلال مبادرات مثل "البرنامج التدريبي لبودكاست الشباب العربي.
وقال " نظرا لأهمية البودكاست ونموه الكبير والمتسارع في المنطقة والعالم، حرصنا على عقد شراكات مع عدد من بيوت الخبرة المتخصصة في إنتاج البودكاست للمساهمة في هذا المشروع الرائد، ومن هنا تأتي أهمية مذكرة التفاهم الحصرية مع محتوايز، التي ستقدم إضافة نوعية لبرنامج التدريب على جميع المستويات عبر باقة متقدمة من التدريبات والاستشارات، إلى جانب اختيار خمسة برامج لتكون ضمن برامج صنّاع المحتوى الخاص بمحتوايز".
وكانت الجلسة الحوارية التي شهدت توقيع المذكرة قد تخللتها نقاشات في العمق بين المشاركين تتعلق بتوجهات وآفاق صناعة البودكاست عالميا وإمكانيات صنّاع المحتوى العرب على إحداث تأثير في هذه الأداة التواصلية الفاعلة.
واستهل سعادة سعيد النظري الجلسة بالترحيب بالحضور وتهنئة المشاركين، متمنيا رؤيتهم جميعا في الإمارات للمشاركة في فعاليات إكسبو 2020 دبي، الذي يمثل بدوره منصة للتواصل واستعراض التكنولوجيا المتقدمة.
وتطرق النظري إلى النمو الهائل للبودكاست عالميا، معتبرا أنه يمثل فرصة للشباب العربي لإحداث تأثير دولي لا يتطلب الكثير من الإمكانيات الفنية والاستثمارات المالية.
وتحدث عن الفرص التي يراها مركز الشباب العربي في قطاع صناعة البودكاست خصوصا في ظل عدم حاجة لبنية تحتية وموارد ضخمة، بل إلى القدرات والمؤهلات البشرية، بخلاف قطاعات تحتاج لسنوات طويلة واستثمارات ضخمة، وقال: "البودكاست لا يحتاج سوى إلى شخص موهوب وجهاز ميكروفون، وقد تمكنا بالفعل من خلال هذا البرنامج من تحديد حوالي 100 موهوب على مستوى العالم العربي لدعم نماذج عملهم الناجحة.
وأعرب النظري عن ثقته بإمكانية وصول الشباب العربي بسرعة إلى مراكز متقدمة في عالم صناعة البودكاست، مبدياً استعداد مركز الشباب العربي لتوفير كل مساعدة وفتح كل الأبواب أمام أصحاب المواهب. كما حفّز النظري النقاش الثري بين المشاركين بالطلب منهم استعراض تجاربهم في قضية تحويل البودكاست إلى صناعة مستدامة قائمة بذاتها وقادرة على اجتذاب الرعاة والمعلنين من خلال التميّز الإبداعي وتغطية مجالات المحتوى التي يفتقد إليها الشباب العرب، وخاصة في العلوم والاقتصاد.
من جانبه قال خالد القنيعة، المدير التنفيذي لـ"محتوايز".. " تشهد صناعة البودكاست قفزات كبيرة في العالم والمنطقة، في ضوء التحولات العالمية على صعيد استهلاك المحتوى، وتشير الإحصائيات إلى نمو البودكاست بواقع 42% عالميا خلال عام 2020، ومع وجود ملايين المستمعين للبودكاست في المنطقة العربية، فإن مهمة تدريب جيل جديد من صنّاع المحتوى تبدو ملحّة اليوم أكثر من أي وقت مضى".
وأضاف " يسعدنا توقيع المذكرة مع مركز الشباب العربي ونتطلع قُدماً إلى ما سنقدمه في ظل هذه الشراكة الاستثنائية للشباب العربي من خلال الخبرات الكبيرة التي راكمتها منصة محتوايز، ليس على صعيد صناعة المحتوى فحسب - رغم أهمية هذه الجزئية – إنما أيضا على صعيد تحويلها إلى مُنتج احترافي من خلال عمليات التسويق والترويج وامتلاك الجمهور وقياس الأداء، وسنحرص على نقل هذه الخبرات لأكبر عدد ممكن من الشباب العربي في إطار التعاون المشترك مع المركز".
وقدمّ خالد القنيعة عرضا للحلول التي توفرها منصة محتوايز لعرض الإعلانات خلال البودكاست وتحقيق مصدر دخل لصنّاع المحتوى، وناقش تجربة المنصة في تناول القضية العلمية، موجهاّ نصيحته للشباب بالتخصص في مجالات محددة من المحتوى لامتلاك المعرفة الضرورية فيها وكذلك استخدام كافة تقنيات الإنتاج المتوفرة من أجل تبسيط المحتوى وتقديمه بأفضل شكل ممكن للمستخدمين.
كما عرض المشاركون في الفعالية من مختلف الدول العربية تجاربهم حول صناعة المحتوى وتمويلها من خلال الإعلانات وعقود الرعاية وأهمية وجود الشراكات مع الجهات الراغبة بإحداث تأثير في قضايا رئيسية مثل البيئة والاقتصاد الأخضر.
وتتضمن الدورة الأولى التي ستقدمها "محتوايز" تدريبات على أساسيات إعداد البودكاست بما يشمل طريقة إعداد التصور العام للبودكاست وطريقة تسميته ومن ثم تسمية حلقاته وكتابة وإعداد نصوصه.
أما الدورة الثانية، فتتضمن أساسيات الإنتاج الصوتي وتشمل مقرراتها التدريبية جودة الصوت ومستواه وإزالة الضوضاء والصدى وتخفيض أصوات الخلفية وحلول أخرى.
وتتخصص الدورة الثالثة في أساسيات تسويق البودكاست وتحديد الجمهور المستهدف وقنوات التسويق واستراتيجياته ووسائل الإعلام المملوكة والمكتسبة والمدفوعة، وكذلك أفضل الأدوات والمراجع التسويقية.
كما تقدم محتوايز في إطار الشراكة جلسات استشارية للمحتوى، تشمل كيفية كتابة المحتوى وآلية إنتاجه بناء على نوع البودكاست مع التدرّب على مختلف أنماطه مثل البودكاست الحواري والقصصي والفردي والنقاشي والخيالي وسواها من أنواع المحتوى، إلى جانب جلسات استشارية للإنتاج الصوتي، تتعلق باختيار الموسيقى المناسبة لكل نوع من البودكاست والتعرف إلى مكتبات ومواقع المؤثرات الصوتية.
وتمتد الجلسات الاستشارية أيضا إلى شؤون تسويق البودكاست، للتعرف على طرق التسويق ومتابعة الأداء وصناعة المحتوى لوسائل التواصل الاجتماعي وبناء القاعدة الجماهيرية وزيادة تفاعل المستمعين وتحليل أداء الحلقات واستخدام مقاطع صوتية ومرئية.
وبموجب الشراكة أيضاً، سيتم اختيار خمسة برامج لتكون ضمن برامج صنّاع المحتوى الخاص بمحتوايز، وستنال تلك البرامج رعاية خاصة بينها جلسات استشارية للمحتوى والتسويق طوال العام إلى جانب توفير منصة رقمية لإدارة الحملات وإعادة نشر الحلقات من حسابات محتوايز في منصات التواصل الاجتماعي مع الإعلان عن كل برنامج حتى 50 ألف استماع للإعلان.
يذكر أن فعاليات "البرنامج التدريبي لبودكاست الشباب العربي" انطلقت السبت في الأول من أغسطس بمشاركة أكثر من 100 شاب يمثلون 18 دولة عربية، وتتضمن برامج تدريبية على أفضل الآليات والممارسات لإنتاج محتوى البودكاست، وقد وقع الاختيار على المشاركين بعد عملية تقييم دقيقة لمئات من الطلبات المقدمة للمركز.
ويضم البرنامج الذي يتواصل على مدى ثلاثة أشهر شباباً وشابات من كلٍ من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، والبحرين، وسلطنة عُمان، ومصر، والمغرب، والأردن، السودان، العراق، سوريا، فلسطين، تونس، الجزائر، اليمن، موريتانيا، الصومال، جزر القمر، لبنان.